البشر قبل الخطط

البشر قبل الخطط

في تعليقه عن "خارطة طريق الإصلاح 2022/ 2026" التي أعلن عنها

شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يوم الخميس 10

نونبر 2022.

أوضح يوسف علاكوش، الكاتب العام للجامعة الحرة للتعليم، أن الخارطة تبدو

نظريا طموحة وشاملة، حيث مست جميع جوانب العملية التربوية، من أستاذ

ومدرسة وتلاميذ، ودعم اجتماعي وتوجيه وبرامج ومنهج وتقويم وغيرها، غير أن

السؤال المطروح هو العلاقة بين الجودة المأمولة والحكامة.

وتسال علاكوش “بأية آليات سيتم تنزيل الخارطة الإصلاحية؟ وبأية هيكلة وأية

وجوه، وما هي الضمانات بعد مرور سنوات من التنفيذ بعدم الإقدام مستقبلا على

إصلاح - ارطة الإصلاح كما وقع مرات عدة بالإصلاحات المتعاقبة؟ وأين هو البعد

والخصوص ة الجهوية في خارطة تبدو شمولية وعامة؟."

وتابع قائلا: “الجميع يريد الرفع من جودة المدرسة العمومية، والرفع من مؤشرات

تموقعها في ا. راسات الدولية التي تجعلها اليوم في مراكز جد متأخرة، بسبب غياب

الحكامة أولا، و غياب الترتيب الحقيقي للمسؤوليات وربط المسؤولية بالمحاسبة."

وأضاف “لن نقبر أن يحارب المدرس بأسلحة فاسدة من برامج ومناهج ومقررات

دراسية وتكوين أن اسي ضعيف ونظام عجوز للامتحانات وموت الحياة المدرسية

وتحفيز منعدم وأموال طائلة تذهب إلى مكاتب الدراسات والشركات، فيما الفاعل

الأساسي يحتج لينال مستحقاته المالية، وفي الأخير يتحمل خسارة المعركة، بل

يعاقب عليها ويتحمل وحده وزرها."

وأشار المسؤول النقابي ذاته إلى أنه “باعتماد الوصفات نفسها والعقليات التدبيرية

نفسها المتحكمة في أي إصلاح لن تتحقق إلا النتائج نفسها، وقناعتنا الراسخة أننا

نحتاج للتصالح والمصالحة مع نساء ورجال التعليم ومع المدرسة أولا قبل الشروع

في خريطة الإصلاح عوض الهجوم والهروب إلى الأمام. علينا أولا الاهتمام بشكل

حقيقي بهم والإنصات إلى مطالبهم وحل مشاكلهم، لأن الوصول إلى مجتمع العلم

والمعرفة يمر لزوما عبر العنصر البشري وليس فقط بالخطط."

يف علاكوش

الكاتب العام الجامعة الحرة التعليم

الجامعة الحرة للتعليم